استكشاف شغف تناول الطعام
ما هو الشعور بالجوع والشهوة للأكل؟
الجوع هو ذلك الشعور القوي الذي يرافق الإنسان عندما يحتاج جسمه إلى الطعام. أما الشهوة، فهي الرغبة في تناول الطعام، والتي تتفاعل مع مجموعة من العوامل في الجسم مثل الدماغ والجهاز الهضمي. يعمل كل من النظام الهرموني والأعصاب الحسية على نقل الإشارات إلى الدماغ، مما يساعد في تحديد مدى الشغف للطعام بما يتضمن حاسة الذوق واللمس والشم والبصر.
الدم الفاسد الحلقة 3
الجوع مقابل الشهوة
على الرغم من أن الشهوة تؤثر على كمية الطعام التي يتناولها الشخص، إلا أنها تختلف تمامًا عن الجوع. الجوع هو الشعور الجسدي الناتج عن حاجة الجسم للطعام، بينما الشهوة قد تكون نتيجة لمؤثرات خارجية أو داخلية. يتحكم في كل من الجوع والشهوة هرمونان رئيسيان يُعرفان باسم غريلين وليبتين. يطلق غريلين، المعروف بهرمون الجوع، من المعدة ويعمل على تحفيز الشهية عن طريق إرسال إشارات إلى الدماغ.
دور هرمون ليبتين
أما ليبتين، فهو الهرمون الذي يساهم في تنظيم وزن الجسم، حيث يُعلم الدماغ عندما تكون في حالة "شبع". يتعاون هرمون ليبتين وغريلين معًا لإرسال إشارات تؤثر على الشهية ومستوى الشبع لدى الشخص.
ما الذي يؤثر على الشهية؟
قد يواجه الأفراد زيادة في الشهية أو نقصانها في أوقات معينة من حياتهم. يمكن أن تحدث تغيرات الشهية بشكل متقطع أو تستمر لفترات طويلة. هناك عدة عوامل تؤثر على الشهية، منها الحواس مثل الشم والذوق، وأسلوب الحياة، والصحة النفسية، والبيئة المحيطة.
التوازن الهرموني
يعتبر الوطاء، المعروف بمركز التحكم في الدماغ، هو المكان الذي يتفاعل فيه غريلين وليبتين لتنظيم شعور الجوع والشبع. أي تغييرات في توازن هذين الهرمونين، سواء بسبب العادات الغذائية أو الأمراض، يمكن أن تؤثر على قدرة الجسم في تنظيم الطاقة وبالتالي تؤثر على الشهية.
أسباب زيادة أو نقصان الشهية
يمكن أن تؤدي بعض الأمراض والحالات الصحية، مثل السرطان، إلى زيادة الشهية، بينما يمكن أن تؤدي حالات مثل الاكتئاب والقلق إلى نقصانها. تشمل بعض الحالات التي قد تؤدي إلى فقدان الشهية:
- فقدان الشهية العصبي
- السرطان
- أمراض الكلى المزمنة
- مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)
- الخرف
- التهاب الكبد
- فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)
- حالات الصحة النفسية مثل الاكتئاب
- الحمل (في الأشهر الثلاثة الأولى)
- قصور الغدة الدرقية
الأدوية وتأثيرها على الشهية
بعض الأدوية، مثل المضادات الحيوية وعقاقير العلاج الكيميائي، قد تؤدي أيضًا إلى انخفاض الشهية. من ناحية أخرى، هناك حالات صحية معينة وأدوية يمكن أن تؤدي إلى زيادة الشهية، مثل:
- القلق
- النهام العصبي
- مرض السكري
- مرض غريفز (مرض مناعي يؤدي إلى فرط نشاط الغدة الدرقية)
- فرط نشاط الغدة الدرقية
- انخفاض سكر الدم
- متلازمة ما قبل الحيض
- بعض الأدوية، بما في ذلك الكورتيكوستيرويدات ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات
طرق لزيادة الشهية
إذا كنت تبحث عن طرق لزيادة شهيتك، إليك بعض النصائح:
- تناول مكملات زيت السمك: أظهرت الأبحاث أن مكملات زيت السمك قد تساعد في تحفيز الشهية، خاصة لدى كبار السن أو الأشخاص ذوي الشهية المنخفضة نتيجة حالات صحية معينة.
- الحصول على استشارة غذائية: زيارة أخصائي تغذية للحصول على نصائح حول التغذية وتخطيط الوجبات قد تكون مفيدة.
- ممارسة الرياضة: قد تساعد النشاطات البدنية في زيادة الشهية.
- إضافة نكهات للطعام: استخدام الأعشاب والتوابل لتحسين نكهة الطعام قد يساعد في تحفيز الشهية.
- تناول الأطعمة المفضلة لديك: استنشاق أو تناول طعام مفضل يمكن أن يثير الحواس ويزيد الشهية.
كيف تحد من شهيتك المفرطة؟
إذا كنت تعاني من زيادة الشهية، يمكنك اتباع بعض الطرق لإدارتها:
- ممارسة التأمل: أظهرت الدراسات أن التأمل الذهني يمكن أن يساعد في تغيير سلوكيات الأكل.
- الاستعانة بالعائلة والأصدقاء للدعم العاطفي.
- استشارة محترف صحي للحصول على استشارة غذائية.
ماذا تأكل عندما تفقد شهيتك؟
إذا كنت تعاني من فقدان الشهية، جرب بعض الأطعمة أو الطرق التالية لتسهيل تناول الطعام:
- تناول وجبة سائلة مثل سموزي مغذي أو حساء.
- إضافة الكريمة أو الزبدة أو الجبن لتعزيز قيمة الوجبات.
- استخدام الأعشاب والتوابل لتحسين نكهة الأطعمة.
- تزيين مائدة الطعام بملحقات جذابة.
- تناول مكملات غذائية تحت إشراف طبيب.
متى يجب عليك استشارة الطبيب؟
التغيرات في الشهية قد تحدث للجميع من حين لآخر، ولكن إذا استمرت أو أثرت على صحتك العامة، يجب عليك استشارة طبيبك.
- إذا فقدت أكثر من 10 أرطال من الوزن خلال ستة إلى 12 شهرًا دون سبب واضح.
- إذا انخفضت شهيتك مع ظهور أعراض مثل الاكتئاب أو اضطرابات الأكل.
- إذا كنت تتناول أدوية تؤثر على شهيتك.
- إذا كنت تعاني من زيادة أو نقص مستمر في الشهية.
- إذا كنت تعاني من أعراض غير مفسرة مرتبطة بتغير الشهية.
نظرة سريعة
باختصار، الشهية هي الرغبة في تناول الطعام وتتأثر بعدة عوامل داخلية وخارجية بما في ذلك المزاج والصحة الجسدية والنفسية والبيئة المحيطة. قد تؤدي بعض الحالات الصحية مثل السرطان والاكتئاب إلى فقدان الشهية، بينما يمكن أن تؤدي حالات أخرى مثل السكري إلى زيادة الشهية. من الطبيعي أن تتقلب الشهية بين الحين والآخر، ولكن إذا استمرت التغيرات أو أثرت على صحتك، يفضل استشارة محترف صحي.